الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
قال زيد بن أرقم كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت {وقوموا لله قانتين} [البقرة: من الآية238]. فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام وقال ابن مسعود سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله قد أحدث من أمره ألا تكلموا في الصلاة".وقال معاوية بن الحكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس" وليس الحادث الجسيم الذي يجب له قطع الصلاة ومن أجله يمنع من الاستيناف فمن قطع صلاته لما يراه من الفضل في إحياء نفس أو ما كان يشمل ذلك استأنف صلاته ولم يبن هذا هو الصحيح إن شاء الله وأجمعوا أن السلام فيها عامدا قبل تمامها يفسدها.قال أبو عمر: وأما العراقيون أبو حنيفة وأصحابه والثوري فذهبوا إلى أن الكلام في الصلاة يفسدها على أي حال كان سهوا أو عمدا لصلاح الصلاة كان أو لغير ذلك. واختلف أصحاب أبي حنيفة في السلام فيها ساهيا قبل تمامها فبعضهم أفسد صلاة المسلم ساهيا وجعله كالمتكلم ساهيا وبعضهم لم يفسدها بالسلام فيها سهيا وكلهم يفسدها بالكلام ساهيا وعامدا وهو قول إبراهيم النخعي وعطاء والحسن وحماد بن أبي سليمان وقتادة.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 351 - مجلد رقم: 1
|